كتب/ فادي محمد
يبذل رجال المباحث جهوداً مضنية لكشف ملابسات أي جريمة قتل، بدءاً من تحديد الجناة، وانتهاء بضبطهم، لكن مركز العياط جنوب محافظة الجيزة، كان على موعد مع جريمتين متشابهتين في طريقة التنفيذ والتخلص من الجثة، وأيضًا مع مرتكبي الواقعتين، حيث تم كشف إحدى الجريمتين بالتزامن مع وجود الجناة داخل حجز القسم.
ففي مطلع العام الجاري، تلقى اللواء محمود شوقي، مدير قطاع شرق الجيزة، إخطاراً من شرطة النجدة، يفيد بتقدم عامل ببلاغ عن اختفاء طفله “حمدي صاوي”، 12 سنة، و«التوك توك» الخاص به منذ يوم 28 ديسمبر الماضي.
وفي وقت لاحق، وردت معلومات للعميد ناجي كامل، رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، بأن «التوك توك» الخاص بالطفل المبلغ بغيابه بحوزة أحد الأشخاص بقرية العزيزية بمركز البدرشين، وتبين أن هذا الشخص اشتراه بثمن بخس، وأن وراء اختفاء الطفل شبهة جنائية.
شكل اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، فريق بحث بقيادة اللواء محمد عبدالتواب، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، والعقيد علي عبدالرحمن، مفتش مباحث البدرشين والعياط.
ودلت تحريات الرائد كريم عليان، معاون مباحث العياط، على أن 3 عمال استدرجوا الطفل لتوصيلهم إلى مصنع الطوب بكفر حميد، وأثناء سيرهم في الطريق الإقليمي، خنقوه بسلك كهربائي حتى فارق الحياة، وألقوا جثته في حفرة، واستولوا على التوك توك.
تمكنت مأمورية بقيادة الرائد عبدالحليم الجيار، معاون مباحث العياط، من ضبط المتهمين الثلاثة، وأقروا بالجريمة لمرورهم بأزمة مالية، وأرشدوا عن مكان جثة الطفل، وتم العثور عليها بحفرة بعمق مترين في حالة تعفن، وحول رقبته السلك المستخدم “أزرق اللون”.
ولم تمر سوى أيام قليلة على إغلاق محضر القضية الأولى بحبس المتهمين على ذمة التحقيق، حتى وصل لقسم شرطة العياط بلاغ من عامل عن اختطاف نجله “محمود”، 15 سنة، سائق «توك توك»، وأن مجهولين استدرجاه لتوصيلهما لأحد الأماكن، وأنه اختفى بعدها.
وعثرت قوات الأمن على جثة طفل بنفس المواصفات مدفونة في المنطقة الجبلية، وكشفت معاينة العميد عبدالحميد أبوالخير، مأمور قسم العياط، أن الجثة للطفل المبلغ بتغيبه.
وقد أكدت تحريات الرائد عبدالحليم الجيار، معاون مباحث العياط، أن وراء ارتكاب الواقعة ثلاثة عمال “محبوسين احتياطياً بمركز شرطة العياط في قضية قتل سائق توك توك آخر، والاستيلاء على التوك توك الخاص به يوم 10 يناير الجاري.
أقر المتهمون بارتكابهم الواقعة، وبيعهم «التوك توك» بواسطة عامل آخر، محبوس احتياطياً على ذات القضية، وأرشدوا عن مكان الدراجة النارية، وتمت إعادتها، مؤكدين أنهم كونوا عصابة تخصص نشاطها الإجرامي في قتل سائقي «التوك توك» من الأطفال، ودفنهم في المنطقة الجبلية بدافع السرقة.